• الأحد 08 سبتمبر 2024 - 03:42 صباحاً

لم أحظ شخصيا بلقاء الشيخ الجليل والاستفادة من دروسه والاقتباس من ابتهالاته الربانية، لقد التحق بالرفيق الأعلى سنة 1990 أي قبل 18 عاما، لقد أرادت مشيئة الله سبحانه وتعالى ألا يشهد بلاده وهي تغوص في مضيق العواصف وتحاصرها فتنة اختلط فيها الحق بالباطل، ولكن ليس من الضروري أن نتعرف مباشرة على كبار القادة والساسة العظماء والحكماء من أهل الذكر والفكر، لكي نقدر مقاماتهم ونستفيد من آثارهم وتجاربهم فقد تكون المعاصرة نفسها حجابا تدفع البعض لإبراز النقائص والمساوي والتقليل من شأن الفضائل والمكارم. لقد أجمعت الشهادات المتواترة من الذين عرفوا الشيخ وأطلعوا على مدوّناته في علوم العربية والفقه والتفسير، أقول أجمعت تلك الشهادات الشفوية والمكتوبة التي سنشير إليها بعد قليل بقلم الأستاذ مهري المولود رحمه الله وطيب ثراه، على ما تميز به الشيخ من تقوى وتواضع وتفان في خدمة العلم انطلاقا من زمورة إلى العديد من مدن وقرى الجزائر وخاصة في والمجتمع وسط البلاد وشرقها. لم تله الشيخ رحمه الله مشاغل الدنيا وزخرفها عن التأليف في علوم العربية التي أحبها وسعى إلى إحيائها في القلوب قبل الألسنة، لأنها المفتاح الذي لا غنى عنه لفهم القرآن وإدراك ما يزخر به من إعجاز وأسرار، فالقرآن هو الكتاب الالهي الوحيد الذي حافظ على نصه الموحد منذ تنزيله وإلى اليوم.